في العديد من الاوقات يلوم المرء نفسه احيانا في عدم قدرته على دعم المواهب المحلية بل واعطائها المزيد من الفرص كي تنمو وتزدهر...
مقدمة من المقدمات التي تعودنا عليها والتي لايمكن أن تعبر عن مدى أسفي لما تتعرض له السينما بل والساحة الفنية في مصر من هبوط مستمر وتدني في المستوى المهني والفكري.
لايمكن لوم احد على هذا الانحدار غير القائمين على الصناعة نفسها بداية من المؤلفين وانتهاءا بالممثلين أنفسهم الذين باتو يقبلون ادوارا لمجرد كسب الثروات.
عادة يبحث المرء دائما عن الأفضل لنفسه ويحارب من أجل بناء كيان محترم قادر بالفعل على التاثير في المجتمع والنهوض به فكريا، لكن من الواضح انها قيم باتت من الماضي في مجتمعاتنا العربية وأصبح الهبوط والتدني الفكري هو السمة الرئيسية التي اتفق عليها من يطلق على أنفسهم فنانين ومبدعين - الا من رحم ربي - فما عهدنا منهم اي افكار او حتى خيال يحث على التنمية الفكرية، وإنما راينا منهم انحطاطا فكريا وتدميرا لكل السلوكيات الي قد تربينا عليها، بات تدمير المجتمع وخاصة الشباب فكريا كأنه رسالة ممنهجة تستدعي التدخل الفوري حتى يمكننا إنقاذ ما يمكن انقاذه.
حيث ان معظم الأعمال التي يتم عرضها بها دعوات للخلاعة وانحدار المستوى الخلقي حتى في التحدث بل وخلق قدوات رخيصة للشباب تحفزهم على العنف والبلطجة وجعل كل هذا غاية المراهق في ان يثبت ذاته، فأصبحت السينما دورا للهدم وليست للبناء.
و لو وقفنا أمام أنفسنا مليا لوجدنا ان محبي السينما الحقيقة يتجهون دوما للسينما الغربية والأمريكية لما بها من متع حقيقية وافكار وخيال وحس وابداع محترف، وذلك عوضا عما وجدوه من نقص محلي في الفكر والابداع.
ما سبق ليس للهجوم وحسب وإنما هو دعوة صادقة لكل من له قلب وحب للوطن ان يفكر مليا فيما نتعرض له من انحدار فكري لعلنا نجد يوما سبيلا يمكننا من النهوض بمجتمعنا فكريا وثقافيا يؤدي بدوره إلى نهضة حقيقة وتقدم بلادنا، فليس من اللائق ان تكون بلادنا على أول طريق التنمية وشعبها ينحدر، فلا تقوى اي أمة على النهوض الا بشعوب متقدمة فكريا وأخلاقية اولا.